الأنشطة

تكثر الكنوز الأثرية في المملكة العربية السعودية، وهي متاحة لزوّارها من كل أنحاء العالم. وتمتلك المملكة ما لا يقل عن خمسة مواقع تراثية تابعة لليونسكو، تحوّل بعضها إلى وجهات مميّزة يقصدها الزوّار لاكتساب تجارب ثرية. إلا أن بعض المواقع المهمة الأخرى لا تزال بمنأى عن أعين الزوّار نسبياً، ولكنها متاحة بالطبع لأولئك المستكشفين الجريئين الذين يُقدّرونها، أو لأولئك الذين يمرّون عليها كمحطة أثناء رحلتهم في الصحراء. ولذلك يُمكن القول إن هواة التاريخ يُمكنهم زيارة كلا النوعين من تلك الأطلال الأثرية، لكن عليهم الحذر من أن التنقيب غير مُصرّح به، ويعتبر جمع القطع الأثرية أمراً غير قانوني. ولذلك تعتبر العناية والاهتمام بهذه المواقع الخاضعة للتطوير واجب على الجميع، وخاصة فيما يتعلّق بتوجيه الأطفال للمساعدة في الحفاظ على تراث الدولة للأجيال القادمة عبر عدم تعمّد الوقوف على الهياكل الأثرية أو المساس بأي زخرفة أو منحوتات.

بسبب تضاريسها الكثيرة والمتنوّعة، بدءاً من الصحراء إلى الجبال والمناطق الساحلية، يُمكن ملاحظة أكثر من 540 نوعاً من الطيور في المملكة العربية السعودية. بدأ هذا العدد بالارتفاع تدريجياً في السنوات القليلة الماضية نتيجة لبرامج التخضير المُراعية للبيئة. وفي فصلي الربيع والخريف، يتجه ما يقارب من 320 نوعاً من الطيور المهاجرة من مناطق سيبيريا وآسيا الوسطى إلى المناخ الجنوبي الأكثر دفئاً، فتتجمّع آلاف الطيور القادمة من القطب الشمالي في أراضي المملكة الرطبة.

لكي تُدرك قيمة البيئات المتوفّرة في المملكة العربية السعودية، عليك أن تخوض مغامرة في البريّة لتختبر بنفسك العجائب الطبيعية العربية لمدة ليلة أو ليلتين في الغابات المخفيّة أو الخلوات الشاطئية أو الاستيقاظ على الكثبان الرملية أو الوقوف في منتصف الطريق أعلى الجبل. ويُعدّ التخييم أحد أكثر العروض الفريدة في المملكة، لا سيما التخييم الشتوي، المعروف محلياً باسم الكشتة، الذي يُعتبر تجربة سعودية ضرورية سواء اخترت تجربتها بشكل مُستقل أو مع شركة سياحية تُقدّم برنامجاً متكاملاً يشمل العشاء والفقرات الترفيهية.

تمتلك المملكة العربية السعودية ساحلاً مُمتدّاً على طول البحر الأحمر، ما يجعله مكاناً مُدهشاً للغوّاصين. وعلى ساحل المملكة الشرقي، يوفّر الخليج العربي بحاراً ضحلة دافئة وفيضاً من الحياة البحرية المُثيرة التي يُمكن ملاحظتها بسهولة. وتحتضن المياه قبالة شواطئ المملكة مواطن لمجموعة متنوّعة غنيّة من الحياة البحرية والشعاب المرجانية الاستوائية، فضلاً عن امتلاكها لسواحل مُذهلة وتواجد حطام السفن في مياهها الضحلة.هذا كله لا يجعل الغوص هنا رائعاً فحسب، بل إن دفء المياه وعدم التلوّث النسبي يجعل من الغوص مُمكناً على مدار السنة. وسيُقدّم هذا القسم وصفاً لخصائص المناطق الشاطئية المختلفة التي يُمكنك زيارتها، ويُمكنك الاطلاع علی قسم عالم الطبيعة لمعرفة المزيد عن الحياة البحرية التي قد تكتشفها.

تُتيح مناطق المملكة العربية السعودية السياحية المختلفة فرص ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة لجميع قدرات التحمّل بدءاً من المشي القصير والسهل وسط المناظر الخلّابة إلى الرحلات التي تستغرق يوماً كاملاً فوق تضاريس صعبة. ويستمتع السائح في بعض مسالك المشي لمسافات طويلة بمسارات جبلية بدوية ممتدّة لعدة قرون ويُعدّ عدد قليل منها طرقاً معتمدة للسير عليها حتى الآن. كما تُثير رؤية مسارات تضاريس الطرق الجبلية المذهلة تساؤل المغامرين عن نوع مهارات السكان المغامرون لهذه الجبال التي دفعتهم لابتكار هذه الممرّات الاستثنائية.

تتنوّع فرص ركوب الدرّاجات الجبلية في المملكة العربية السعودية بتنوّع تضاريسها، وهي متاحة بوفرة على الدروب واضحة المعالم للمبتدئين، والدروب الخطرة للمحترفين، والخبراء الذين يُجيدون التقنيات المتطوّرة في هذا النوع من الرياضات الاستثنائية. يُفضّل راكبو الدرّاجات الجبلية ممارسة هذه الرياضة في الشهور الباردة بين شهور نوفمبر وأبريل بسبب الحرارة والرطوبة التي تزداد في الشهور الأخرى، باستثناء قلّة القليل من عُشّاق هذه الرياضة الذين يمارسونها طوال فصل الصيف. من المُمكن ركوب الدراجة في الساعات القليلة السابقة لطلوع ضوء النهار ورغم أنها ليست مُمتعة بشكل كافٍ، إلا أن ذلك الوقت قد يكون أكثر برودة وأسهل منه في منتصف اليوم.

رغم أن ممارسة رياضة ركوب الدرّاجات الهوائية في الصحراء تنطوي على احتمالات التعرّض للمخاطر، إلا أنها تعد تجربة ممتعة وحماسيّة حيث ستأخذك بعض تلك الطرقات إلى أماكن يصعُب الوصول إليها عبر سيارات الدفع الرباعي. ويختلف ركوب الدرّاجة على رمال الصحراء بشكل كبير عن ركوبها بمضمار سباق الدرّاجات التقليدي، وسيأخذ منك التعوّد على هذه الفروق وقتاً طويلاً قبل أن تتمكّن من قراءة الصحراء، وقبل أن تستطيع درّاجتك من إجادة التعرّف على ردود أفعالها في أنواع الرمال المختلفة. قد تكون تجربة القيادة الأولى في الصحراء مخيفة بعض الشيء حيث ستشعر بعدم الاستقرار من إحكام الرمال قبضتها على إطارات الدرّاجة، لا سيما في السرعات المنخفضة. وإذا أردت الوقوف، كن حذراً من الرمال الناعمة حين تبتعد عن الدرّاجة، فقد تنغرز قدماك مُتعثّراً بها.

يعتبر بعض المغامرين التحدّي المُتمثّل في التجوّل لمسافات طويلة عبر تضاريس الدولة المتنوّعة ليس كافياً، ولحسن حظهم، تأخذ المملكة العربية السعودية نشاطات التسلّق المختلفة جديّاً ولديها الكثير لتُقدّمه إلى المتسلّق الجريء. لدى المملكة تطلّعات كبيرة لمُتسلّقي الجبال ومن هذا المنطلق اتخّذت خطوات لجعل هذه الرياضة أكثر سهولة. كما أطلقت المملكة اسم "أولمبيك كراج" في منطقة الشفا تكريماً للإنجازات العالمية التي تأمل أن تتمكّن الأجيال القادمة من تحقيقها.